العلامة الدكتور الشيخ محمد التيجاني السماوي حفظه الله
- ولد الدكتور محمد التيجاني السماوي عام 1943م بمدينة قفصة الواقعة في جنوب دولة تونس
- درس العلوم الدينية و العلوم الحديثة في بلاده
- انهى دراسته في جامعة الزيتونة العريقة في القدم
- عمل في سلك التدريس 17 عاماً
- حصل على شهادة الماجستير من جامعة باريس و كانت اطروحته التي قدّمها حول المقارنة بين الأديان
- حاز على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون و ذلك بعد قبول اطروحته التي قدمها لهذه الجامعة تحت عنوان: النظريات الفلسفية في نهج البلاغة
- نشأ و ترعرع في أوساط عائلة متدينة منتمية إلى المذهب المالكي و متشربة بالطريقه الصوفية التيجانية المنتشرة في شمال أفريقيا
- انتهز الأجواء الدينية المحيطة له لينال اسمى درجات التكامل العلمي و المعرفي و الديني في أقصر مدة ممكنة
- حفظ نصف القرآن و هو بعد لم يبلغ العاشرة من عمره
- قد تشرّف بحج بيت الله الحرام و له من العمر ثمانية عشر عاماً
لمزيد من المعلومات راجع: لمحة وجيزة عن حياتي
التقى الدكتور التيجاني خلال اقامته في مكة اثناء أداء فريضة الحج بمجموعة من العلماء الوهابيين و استمع إلى محاضراتهم فانجذب إلى جملة من أفكارهم و تأثر ببعض مبادئهم التي نالت اعجابه.
لكنه بعد العودة إلى بلده وجد أن ما حمل معه من الفكر الوهابي يتناقض و يصطدم مع الطقوس الصوفية، فاعترته حالة من التشويش الفكري ونشأ في نفسه صراعاً سلب منه حالة الاعتدال و التوازن، فبقي متحيراً بين الأخذ بعقيدة تعتبر التوسل بغير الله شرك و بين الطريقة الصوفية التي فيها يتم التقرب إلى الله عن طريق التوسل بالأولياء الصالحين.
و كان دأب الدكتور التيجاني هو كثرة السفر لا سيما خلال العطل الصيفية، فصادف ذات يوم خلال سفره من الاسكندرية إلى بيروت أن تعرّف في الباخرة على شخص عراقي و هو استاذ في جامعة بغداد اسمه منعم، و قد جاء إلى القاهرة لتقديم اطروحة الدكتوراه في الأزهر.
فدار بينهما حديث طويل أدى إلى توثيق العلاقة بينهما، و تحدث معه الاستاذ منعم بكلام نزل على قلب الاستاذ التيجاني نزول الماء الزلال على قلب العطشان فتحوّل إلى باحث طالب للحق.
قرأ كتاب (عقائد الإمامية) و (أصل الشيعة واُصولها) فارتاح ضميره لتلك العقائد التي يرتئيها الشيعة، ثمّ قرأ كتاب (المراجعات) للسيد شرف الدين الموسوي، و لم يقرأ منه بضع صفحات حتى استهواه هذا الكتاب و انشد إليه انشداداً لا يوصف حيث يقول الدكتور التيجاني عن انطباعه في هذا المجال: "كان الكتاب بحق يمثّل دوري كباحث يفتش عن الحقيقة و يقبلها أينما وجدت، و على هذا كان الكتاب مفيداً جداً و له فضل عليّ عميم".
و كان من أهم المقاطع التي ادهشته في هذا الكتاب هي عدم امتثال الصحابة لأوامر الرسول في عدّة مواقف و التي منها حادثة رزية يوم الخميس، فيقول الدكتور: "لم أكن أتصور أن سيدنا عمر بن الخطاب يعترّض على أمر رسول الله و يرميه بالهجر، و ظننت بادئ الأمر أن الرواية من كتب الشيعة، و ازدادت دهشتي عندما رأيت العالم الشيعي ينقلها من صحيح البخاري و صحيح مسلم، و قلت في نفسي: إن وجدت هذا في صحيح البخاري فسيكون لي رأي".
فلمّا وقع كتاب البخاري بيده جعل يتصفحه باحثاً فيه عن رزية يوم الخميس متمنياً أن لا يعثر عليها، فيقول: "ورغم أنفي وجدتها وقرأتها مرّات عديدة فكانت كما نقلها السيد شرف الدين وحاولت تكذيب الحادثة برمتها واستبعدت أن يقوم سيدنا عمر بذلك الدور الخطير ولكن أنى لي تكذيب ما ورد في صحاحنا وهي صحاح أهل السنة والجماعة التي ألزمنا بها أنفسنا وشهدنا بصحتها".
بقي الدكتور التيجاني متحيّراً لفترة تتجاذبه الأفكار وتموج به الظنون والأوهام، خائفاً من مواصلة البحث لا سيّما حول تاريخ الصحابة خشية أن يقف على بعض المفارقات المذهلة في سلوكهم، فاستغفر الله مرّات عديدة ثمّ قرّر عدم مواصلة البحث، لكن دفعه حرصه على بلوغ الحقيقة إلى أن يقحم نفسه في البحث والتتبّع في مجال العقيدة ليكون على بصيرة من أمره.
واستمر في بحثه مقتحماً جميع العقبات التي كانت تعتري سبيله حتى أشرقت له الحقيقة، فأبدل أفكاراً متحجّرة متعصّبة تؤمن بالتناقضات بأفكار نيّرة متحرّرة ومنفتحة تؤمن بالدليل والحجّة والبرهان.
فيقول في هذا الجانب: "غسلت دماغي من أوساخ رانت عليها ـ طوال ثلاثين عاماً ـ أضاليل بني أمية، وطهّرته بعقيدة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً".
يقول الدكتور التيجاني حول استبصاره: "كان التحوّل بداية السعادة الروحية، إذ أحسست براحة الضمير وانشرح صدري للمذهب الحقّ الذي اكتشفته أو قل للإسلام الحقيقي الذي لا شكّ فيه، وغمرتنى فرحة كبيرة واعتزاز بما أنعم الله عليّ من هداية ورشاد.
ولم يسعني السكوت والتكتم على ما يختلج في صدري، وقلت في نفسي: لابد لي من افشاء هذه الحقيقة على الناس (وأما بنعمة ربك فحدّث) وهي من أكبر النعم، أو هي النعمة الكبرى في الدنيا وفي الآخرة".
ويضيف قائلا: "والذي زاد شعوري يقيناً لنشر هذه الحقيقة هو براءة أهل السنة والجماعة الذين يحبّون رسول الله وأهل بيته ويكفي أن يزول الغشاء الذي نسجه التاريخ حتّى يتّبعون الحقّ".
مؤلفاته:
-
- لأكون مع الصادقين
- فأسألوا أهل الذكر
- الشيعة هم أهل السنة
- اتقوا الله
- اعرف الحق
- كل الحلول عند آل الرسول
- فسيروا في الأرض فانظروا