قبل أن أخوض في ميدان البحث عن معالم شخصيّة الإمام أبي جعفر الجواد (عليه السلام) وأتحدث عن سيرته، وسائر شؤونه، أعرض إلى حسبه الوضاح، وما رافقه من بيان ولادته وملامح شخصيّته، وغير ذلك ممّا يعتبر مفتاحاً للحديث عن شخصيته.
ابناء الامام الباقر كانوا من حسنات الأسرة النبوية ، ومن مفاخر ابناء المسلمين في هديهم وصلاحهم وابتعادهم عن مآثم هذه الحياة ، قد رباهم الامام بمكارم اخلاقه ، وغرس فى نفوسهم نزعاته الكريمة ، ومثله العليا فكانوا امتدادا مشرقا لذاته العظيمة التي طبق شذاها العالم.
وأولى الامام الصادق عليهالسلام ، المزيد من الاهتمام ، في الدعاء والابتهال إلى الله ، لانه من أنجع الوسائل وأعمقها ، في تهذيب النفوس ، واتصالها بالله تعالى ، وقد أثرت عنه كوكبة من الاحاديث ، في فضل الدعاء وآدابه ، وأوقات استجابته ، وغير ذلك مما يرتبط بالموضوع ، ويتصل به ، وفي ما يلي ذلك.