الرُّقْيَةُ : أصلها من الترقي و الصعود ، و يراد بها الوِقايَةُ و الحِمَايَةُ من المخاطر و الآفات و الامراض و الشرور المختلفة التي يبتلى بها الإنسان فيصاب بأنواع من الأذى كالجنون و السحر و المس و الفزع و غيرها فتسبب له انتكاسة صحية من الناحية الجسمية و الروحية ، و لأن الرقية تؤثر في المريض تأثيراً ايجابياً فتصلح حاله و تُعيد له صحته و عافيته فينهض مرة أخرى و يرتقي إلى حالة السلامة و العافية مرة أخرى فلذلك تُعرف بالرقية .
و الرقية الشرعية هي التعويذ و التحصين بالأساليب المشروعة المأثورة المذكورة في الاحاديث و الروايات ، و الرقية الشرعية تشمل قراءة القرآن و الأدعية و الاذكار ، و كذلك اصطحاب الاحراز و ما اليها من الاعمال المأثورة .
و الرقية الشرعية علاج روحاني مؤثر يدفع الضرر و البلاء و المرض و غيرها من الآفات ، فقد رُوِيَ في قصة المؤامرة التي دبرها عبد الله بن أُبي لإغتيال النبي صلى الله عليه و آله و علي بن أبي طالب عليه السلام ، أنه لما قدموا لهما طعاماً مسموماً و أخبر جبرائيل النبي بذلك ، قال النبي لعلي : ... " يَا عَلِيُّ ارْقِ‏ هَذَا الطَّعَامَ بِالرُّقْيَةِ النَّافِعَةِ " .
فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام : "بِسْمِ اللَّهِ الشَّافِي، بِسْمِ اللَّهِ الْكَافِي، بِسْمِ اللَّهِ الْمُعَافِي، بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْ‏ءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لَا فِي السَّمَاءِ، وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏ " .
ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وَ عَلِيٌّ عليه السلام وَ مَنْ مَعَهُمَا حَتَّى شَبِعُوا 1 .
هذا و كتب الحديث تزخر بأنواع الرقى النافعة و الشرعية و بيان خواص الآيات و السور و الأحراز و الادعية المأثورة لدفع أنواع الامراض و الاعراض التي تصيب الإنسان .

• 1. راجع : التفسير المنسوب إلى الامام الحسن العسكري عليه السلام : 191 .