نشر قبل 5 سنوات
مجموع الأصوات: 61
القراءات: 9934

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

ما هو علاج الحسد؟

الحسد داء دوي و مرض نفسي خطير لابد من المبادرة الى علاجه لأنه إذا ترك لحاله تغلَّب على الانسان و صعب علاجه و قد يخرج الانسان من الدين فيحرق أعماله الصالحة و يرتكب الكبائر من الذنوب فيخسر دنياه و آخرته.
و لقد أرشدتنا الاحاديث و الروايات المأثورة عن النبي المصطفى صلى الله عليه و آله و عن أهل بيته الطاهرين عليهم السلام الى كيفية علاج الحسد ، و ها نحن نذكرها باختصار.

1. الاستغفار
قال رسول الله صلى الله عليه و آله : "إذا حسدت فاستغفر اللَّه" 1.
2. عدم التعدي على المحسود بأي شكل من الاشكال: لا بالعمل و لا باللسان و لا بالاشارة و الغمز، ذلك لأن الحسد يكون في القلب و الفكر في البداية فلابد من حصره و خنقه و هو في مولده و عدم السماح له بالخروج و التطور فيوقع الانسان في الذنوب و المعاصي الكبيرة و ظلم المحسود.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله ذَاتَ يَوْمٍ لِأَصْحَابِهِ:‏ "أَلَا إِنَّهُ قَدْ دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ هُوَ الْحَسَدُ، لَيْسَ بِحَالِقِ الشَّعْرِ لَكِنَّهُ حَالِقُ الدِّينِ، وَ يُنْجِي‏ مِنْهُ‏ أَنْ يَكُفَّ الْإِنْسَانُ يَدَهُ، وَ يَخْزُنَ لِسَانَهُ، وَ لَا يَكُونَ ذَا غَمْزٍ عَلَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ" 2.
و قال صلى الله عليه و آله: " ... إِذَا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ" 3.
3. ترك التطلع الى أحوال من حوله من الاقرباء و الاصدقاء و مراقبتهم لتجنب إثارة الدوافع الكامنة في النفس نحو الحسد ، فمن راقب الناس مات هماً.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: قال اللّه تعالى لموسى بن عمران: ابن عمران لا تحسدنّ الناس على ما اتيتهم من فضلي، و لا تمدّنّ عينيك إلى ذلك و لا تتبعه نفسك..."‏ 4.
4. القناعة بما رزقه الله و الرضى بما قسم الله له .
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: قال اللّه تعالى لموسى بن عمران: "... إنّ الحاسد ساخط لنعمي، صادّ لقسمي الذي قسمت بين عبادي، و من يك كذلك فلست منه و ليس منّي"‏ 5.

5. العمل ضد ما تملي عليه النفس الامارة بالسوء من القيام بأعمال ضد المحسود ، فبدلاً من ذلك فعلى من يريد اصلاح النفس و معالجة الحسد أن يتمنى للمحسود دوام النعمة و الخير و يقابله بالاحترام و الاحسان حتى تخمد نيران الحسد و يموت.

  • 1. نهج الفصاحة: 416.
  • 2. الأمالي : 344 / المجلس الاربعون ، للشيخ محمد بن محمد النُعمان المُلقَّب بالشيخ المُفيد ، المولود سنة : 336 هجرية ببغداد ، و المتوفى بها سنة : 413 هجرية .
  • 3. مجموعة ورَّام : 1 / 127 ، لورَّام بن أبي فارس ، المتوفى سنة : 605 هجرية بالحلة / العراق ، طبعة الأوفست عن طبعة دار صعب و دار التعارف ، بيروت / لبنان ، سنة : 1376 هجرية .
  • 4. الكافي : 2 / 307 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
  • 5. المصدر السابق.