حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
كيف يكون كمال توحيد الله متوقفا على نفي الصفات عنه ؟
جواب هذا السؤال و توضيح هذا المقال موجود في العبارات اللاحقة لكلمات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في نفس الخطبة ، حيث قال ( عليه السَّلام ) : " أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ، وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ ، وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ ، وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ ، وَ كَمَالُ الْإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ ، وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ ، فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ ، وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ ، وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ ، وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ ، وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ ، وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ ، وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ ، وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ ، وَ مَنْ قَالَ عَلَا مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ ، كَائِنٌ لَا عَنْ حَدَثٍ ، مَوْجُودٌ لَا عَنْ عَدَمٍ ، مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لَا بِمُقَارَنَةٍ ، وَ غَيْرُ كُلِّ شَيْءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ ، فَاعِلٌ لَا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَ الْآلَةِ ، بَصِيرٌ إِذْ لَا مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ ، مُتَوَحِّدٌ إِذْ لَا سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ وَ لَا يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ " 1 .
و نقول توضيحاً لذلك : إن للتوحيد مراتب أربع أولها التوحيد الذاتي ، و يُقصد منه أن الذات الإلهية غير متعددة ، فلا نظير لها و لا مثيل .
و لكن هذه المرتبة ـ على أهميتها ـ مرتبة نازلة من مراتب التوحيد ، لإنتباه كل عاقل إليها بمجرد الوقوف على معنى الألوهية الملازمة لإثبات إن الإله مطلقٌ لكونه وجوداً محضاً ، فالمادي هو الذي يتعدد ، أو يقبل التعدد لكونه محدّداً بحدود ، مقيداً بقيود ، فيقال هذا جبل و ذاك جبل آخر ، و هذه قطرة ماء و تلك قطرة أخرى .
أما المجرد من المادة ، فغير محدّد بحدّ ، و لا مقيد بقيد ، حتى يقبل التكرار و التعدد ، و لهذا قيل " المطلق لا يتعدد " .
فالمسألة في هذه المرتبة واضحة لمن يتفكر قليلاً ، و إنما المشكلة في المرتبة الثانية من التوحيد و هي مرتبة التوحيد الصفاتي الذي زلّت فيها الأقدام و تاهت فيها بعض العقول ، لما فيها من تعقيدات تتطلب الدقة و التدبر .
فقد ذهب البعض إلى أن ذات الله تعالى غير صفاته ، و قالوا أن الصفات ـ كالعلم و القدرة و ... ـ زائدة عن الذات ، و هنا وقعوا في مشاكل أبرزها :
هل هذه الصفات كانت في القِدَم مع الذات ؟
أم أنها حادثة ؟
و إذا كانت حادثة فمن أوجدها و منحها لله تعالى ؟
و هل أن الله أوجدها و الحال انه كان قبل ذلك فاقداً للحياة و القدرة و العلم و غيرها من الصفات ؟ !
أم أوجدها الغير و منحها لله ؟ !
و من هو ذلك الغير ؟
ألا يجري عليه نفس هذه الأسئلة ؟
هذا مضافاً إلى أنّ القول بكون الصفات زائدة على الذات و ما يطلق عليه بالغيريّة يستلزم كون الله مركباً في ذاته المقدسة ، و من المعلوم أن التركب ملازم للحاجة و الافتقار ، لبداهة أن المركب محتاج إلى أجزائه و مفتقر إليها ، و لو كان الله مركباً لكان إذن مفتقراً محتاجاً ، و هو يتنافى مع صفة الغنى الثابتة لله عقلاً و نقلاً .
و هكذا يستلزم القول بان صفات الله غير ذاته ـ على ما هو عليه في غير الله سبحانه من الممكنات كالإنسان إذ يولد و هو غير عالم ـ التكثُّر في الذات الإلهية ، و هو نقص كبير يرد على التوحيد .
و لهذا فان كمال توحيد الله هو أن ننزهه من التَّكَثُّر في ذاته ، بمعنى أن لا نعتقد بان ذاته غير صفاته و صفاته غير ذاته ، فنقع في المشاكل التي أشرنا إليها ، بل نعتقد بأن ذاته عين صفاته و صفاته عين ذاته من غير تركب و تكثر .
و هذا هو معنى كمال توحيد الله ، و هو يتوقف على نفي الصفات الزائدة ـ بالمعنى الذي أشرنا إليه ـ عنه تعالى .
و لا شك في أن هذه المرتبة من التوحيد مرتبة عالية و شريفة جداً من مراتب التوحيد ، بل هي المرتبة الكاملة في صعيد توحيد الله تعالى و هو شئ لا يفطن إليه الناس العاديون ، و لهذا يعدّ القول بغيرية الصفات للذات و عدم القول بالعينية من الشرك الخفيّ ، و لأجل ذلك ربما يكون الشخص موحداً لله في مرتبة التوحيد الذاتي مشركاً ـ أو غير موحد لله ـ في مرتبة التوحيد الصفاتي .
- 1. نهج البلاغة : 40 ، الخطبة الأولى ، طبعة صبحي الصالح ، بيروت / لبنان .
تعليقتان
هل تعلم له سميا
أضافه ابراهيم سيد في
من ابدع المبدع الاول لا اسم له ولا صفة
"هل تعلم له سميا"
قراءة كتاب راحة العقل للداعي حميد الدين الكرماني يوضح هذه العبارة
وهل بعد توحيد محمد وال البيت كلام اخر
أضافه عبد الله عبدو (... في
يا امة ضلت وانحرفت ..ضيعتم اوقاتكم فى كتب كتبها واوحاها لكم الشيطان فى ماتقولون انه توحيد الله ..ولو فى نصف ساعة قراتم ما قاله الامام على لوفرتم جهدكم الذى ادعيتم فيه كل كذب على الله حتى وقعتم فى التجسيم والشرك ..سؤالى لكم من الذى امركم وطلب منكم تثبت صفات الله ..هل هو عاجز وانتم تثبتون له صفات كفرية جعلتموه فيها مائة جزء...ابن تيمية والحنابلة ذهبوا... بتعديهم على الذات المقدسة لله ..وما فعله النصارى هو العدد انهم جعلوه عدد اى ثلاثة فى واحد ..وانتم جعلتموه مائة جزء فى واحد ...وترهبون وتخادعون الناس انهم سيعبدون عدم ان لم يجسموووووووووه وتقولون والله لانجسم بخدعة ( يليق بجلاله ) ....خدعكم ابليس الذى اهلك الامم السابقة واهلك امة محمد التى انقلبت وتركت منهاج الله المستقيم وقالت ان الله تركهم للشورى وللاجتهاد ..وانه سيرضى منهم ومن اخطا له اجر ومن اصاب اجران....اهذا اله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا ابليس الذى سيقول لكم قريبا ( ماكان لى عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاجبتمونى ... قلب لكم ابليس وجنوده كل شئ